كشف خبر


ما أشبه اليوم ب14 سنة مضت..مالذي تغير بعد الثورة؟

25/01/07

“وقفتِي اليوم عار على رئيس الدولة ورئيس البرلمان، آمال عباسي ماتت مبارح بسبب شظايا الرصاص اللي بقات في جسدها، ضربني بالكرتوش رئيس مركز أما هو تقيد جريح ثورة و أنا لا”…هذه كانت شهادات متنوعة لعائلات شهداء الثورة وجرحاها بعد 14 سنة من الانتظار.
أيام قليلة تفصلنا عن 14 جانفي، تاريخ يذكرنا بانتفاضة الشعب التونسي وبمطالب صدحت الحناجر و علت الأصوات المطالبة بها كان على رأسها “الشغل الحرية والكرامة”، بعد أن أضرم الشاب محمد البوعزيزي النار في جسده أمام مقر بلدية سيدي بوزيد في 17 ديسمبر 2010 احتجاجا على منعه من العمل بائعا متجولا للخضر.

انتفاضة انطلقت شرارتها من سيدي بوزيد لتتوسع فيما بعد و تبلغ العاصمة وتنتهي بسقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي في 14 جانفي 2011.

في 2011 جمعتهم العاصمة للمطالبة بإسقاط نظام أملا في الحصول على حرية وكرامة ضحوا من أجلها بأرواحهم، لكن بعد 14 سنة لم تتحقق تلك المطالب فجمعتهم العاصمة مجددا في وقفة احتجاجية اليوم الثلاثاء 7 جانفي 2025 أمام مجلس النواب تزامنا مع مناقشة البرلمان لمشروع قانون تنقيح المرسوم عدد 20 المتعلق بمؤسسة فداء، قانون يعتبرونه تخلّ عنهم وعن قضيتهم “جمعهم بجلاّديهم”

أصابني برصاصة رئيس مركز أعرفه جيدا اليوم هو اسمه متواجد ضمن قائمة جرحى الثورة التابعين لوزارة الداخلية أما أنا خارج القائمة.
قال جريح الثورة قيس العيادي في تصريح لكشف ميديا “لم أجني من الثورة إلا الرصاص و بطاقة الإعاقة” مشيرا إلى أن القائمة منقوصة حيث وقع ذكر 600 شخص فحسب من بين 3700 جريح

ملف شهداء و جرحى الثورة وقع المتاجرة به من قبل مختلف الأحزاب و المنظمات و الجمعيات
في ذات السياق قال جريح الثورة محمد الهادي فطناسي في تصريح لكشف ميديا إن المرسوم عدد 20 لسنة 2022 المتعلّق بمؤسسة فداء للإحاطة بضحايا الاعتداءات الإرهابية من العسكريين وأعوان قوات الأمن الداخلي والديوانة وبأولي الحق من شهداء الثورة وجرحاها، لا يكفل حقوقهم مطالبا بوضع مرسوم خاص بهم.

شقيقة أحد شهداء الثورة توفي شقيقها في 8 جانفى 2011 بعد أن أصيب برصاصة في القلب فارق على إثرها الحياة مباشرة، اعتبرت أن حضورها في وقفة اليوم هو “عار على رئيس الجمهورية قيس سعيد و على رئيس مجلس النواب ابراهيم بودربالة”.

لا يكفي أن مطالب الثورة “لم تتحقق” بل أصبحوا يعانون من ظروف أصعب مما كانت عليه فبين من خسر عائله الوحيد ومن أصبح يحمل عاهات دائمة تتقاسم عائلات شهداء وجرحى الثورة آلاما مشتركة.
14 سنة انقضت دون تغيير يذكر فلا شهداء الثورة وجرحاها نالوا حقوقهم ولا مطالبها تحققت فحتى مطلب التشغيل الذي كان أبرزها ما يزال مطلبا منشودا إلى اليوم، وسيدي بوزيد التي اندلعت منها شرارة الثورة الأولى مازالت تحلم ببعض التغيير، مطالب بسيطة لخصها المواطن العربي بن عمر في جملة واحدة “ماناش طالبين لا شمس و لا قمرة طالبين شمعة كهو.. الخدمة ما فماش و اولادنا كلاها البحر”

أما عن حرية الرأي و التعبير فتواجه “انتكاسة شديدة”،  خاصة بوجود المرسوم 54 الذي قيّد الحريات في تونس، وأصبح الكل مدانا في انتظار إصدار الحكم ضده، فأي كلمة تنتقد بها الوضع كفيلة ان تضع صاحبها داخل السجن و بات من المتفق عليه أن حرية التعبير نشهد احلك فتراتها متذ الاستقلال.